رواء في بحر الدم

ما ستقرئونه ليست
قصه من خيل ولا هي تأليف من محال إنما هي تجسيد لواقع اليم نعيشه كل يوم
بألوان وصور وأشخاص مختلفة فانا لم اكتب لكي تمدح كتابتي بل لأذكركم ونفسي
بحال من هم مثل رُواء فنتبهو لما انتم عليه من نعيم لم تشكروه ستظنون أني
قاسيا عليكم في كلامي فأنا اعتذر على قسوتي لكنكم سوف تعذروني عندما
تعيشون الآلام التي عشتها في قصة رُواء وستعذرونني فدعونا نراء ماذا جراء
لرُواء في بحر الدم ...

أتتني والدمع على خدها , تشكي وتندب حظها ,
فقلت ماذا جرا يا هل تراء , فقالت جنود تهدم ما تراء , تساوي كل شيء
بالثراء والناس ماذا حل بهم , قالت كقطيع غنم جاءهم ذئب وفرقهم , وأطفال
تشرد وتيتم ونساءٍ ترمل وآخرون لم يعثر عليهم , واهلك ماذا حل بهم , قالت
رواء , وجدة أبي ممزقا إربا , وأختي قد روت بدمائها الأرض ريا , وأخي قد
أكلة النار ما بقي منه حيا , وأمك لم تذكري عنها شيء , ماذا تريدني أن
أقول عن منظر لا يوصف لمن لم يراء , وماذا جراء لها يا أرواء , سكتت
والعبرية تخنقها , وقالت سأحكي ما رأت عيني , سأحكي كيف رأيت أمي ، تخيل
أنت طيرا بالماء قد تبلل , وريشا في الأرض قد تسطر , وابيض قد تغير لونه
احمر , وقماشُ لا يغطي حثنت سكر , وشرفُ قد تدنس , من وحوش تأكل لحوم
الناس , تخيل أن تراء من تعزه من شعرها تجر , و أثيابها تمزق , ووحوش تنهش
في جسدها وهي تنظر إلي وكأنها تقول اعذريني يا أرواء لا قوة لي كما ترين
فانا مكسورة الجناح فدعي لي عند رب الكون من الطاهرات أكون , ورغم كل الذي
عملوه بها لم يتركوها بل بالإقدام داسوها , وطهرت بدمائها أرضا قد نجسوها
, فقللت يكفي يا أرواء , القلب قد تفطر وهو لم يراء , أهناك بشرا هكذا ,
أنت سمعت ولم تراء , وتفطر قلبك من كلام رواء , فماذا أقول وأنا بالعين قد
رائية , وتسألني لماذا دمعي على خدي أكل هذا ولا تريدني أن ابكي , أنا لم
الو مكي يا بنتي , فتركني أفضفض بما في قلبي , واحكي لكل الناس عن قهري ,
وضعفي وذلي , لعلي أجد من ينصفني , جرحي لن يبرا وسيضل إلا أن أصبح تحت
الثراء , آهاتي سأرسلها إلى من هو فوقي يراء , وسأرفع كفي للباري , واشكي
على كل من حطم أحلامي وآمالي , اعلمي يا رواء , انه قد سمع وراء , وانه لن
يردك محتاجه , فهو الكريم إذا عطا , وهو العالي ولا يرى , وهو الكبير على
من تكبر , والجبار على من تجبر , فنهايتهم قريبه , وما هي ألا أياما عديدة
فعليك بالدعاء لمن قد مات وملاقاتهم في الجنة بعد الممات , هذا ما أتمناه
من ربي أن ألاقي أبي وأمي وأخي وأختي , وكل من في قريتي ، دعيها للخالق
وتوكلي ,هو بعبادة أدرا فلندعو جميعا الا يحصل ما حل لرواء لغيرها ولنكثر
دعائنا بالرحمة لمن قد فارقنا ونتمنى لمن هو قادم أن ينعم بعيشة هنيهة
وسعيدة دون أي مشاكل وحروب وتسلط من من طغوا في الأرض واختم كلامي بدعاء
(اللهم لا تكلنا إلى من لا يخافك فينا ولا يرحمنا )

والله الموفق ...
مع تحياتي للجميع
رومنسي ومنسي
ابن فلسطين